أود أن أقول في البداية صحيح أن شبابنا اليوم يعيش ظروف صعبة ، نتيجة البطالة ،
و عدم تكافؤ الفرص بين أبناء المجتمع نتيجة المحسوبية و المحاباة ....
فالبحث عن وظيفة أصبح كالبحث عن الكنوز المفقودة في البحار و المحيطات .
فمنذ نعومة أظافرنا علمونا على أن العمل عبادة ، فآباؤنا و أجدادنا استطاعوا مواجهة مصاعب الحياة بالعمل و الكد و الجد ... استطاعوا بناء أسر و عائلات ... استطاعوا تربيتنا لنصبح رجالا و نساء ... و الكثير منهم أفنى حياته من أجل سعادتنا ... فقبلوا بكل فرص العمل المتاحة أمامهم.
أما نحن و معظم شبابنا هل نستطيع بناء أسر ، هل نعمل من أجل سعادة أبنائنا ؟
فالجواب في الغالب : لا نستطيع لأننا بدون وظائف ... لا نستطيع لأننا نعيش في بطالة .
لكن ما الفرق بينهم و بيننا ؟... فهل كان كل آباؤنا يملكون وظائف سامية ؟... لا أظن ذلك ، فالكثير منهم كان بناء ...
و الكثير منهم كان صيادا ...و الكثير منهم كان حرفي و نجار ... الكثير منهم كان طباخا ...... أو انه يعيلنا بعرق يديه و جبينه .
من هنا و لنأخذ على سبيل المثال لا الحصر بعض خريجي الجامعات، نجدهم يعيشون في بطالة منذ سنوات، وعندما نسأله لماذا لا تعمل مثلا في ورشة بناء أو ورشة خياطة أو كحرفي... يقابلك ب: هههههههههههههه فيسخر منك ، ويقول : هل أنت مريض نفسيا ... أنا أملك شهادة وخريج جامعة و مستحيل أن أقوم بهذا .....
كثير من شبابنا ينتظر منذ سنوات فرصة وظيفة مهنية في مستوى شهادته أو طموحاته... و قد تأتي هذه الفرصة و قد لا تأتي....
إخوتي الكرام ما رأيك في هذه الظاهرة ؟
و ما الفرق بيننا و بين أبائنا الذين قبلوا الواقع وواجهوا مصاعب الحياة بفرص العمل اليدوية والشاقة في بعض الأحيان ، بينما غالبية شبابنا اليوم يقبل الانتظار على مواجهة الواقع المر؟؟
وما مدى تأثير هذا التفكير على المجتمع ؟
تحياتي