اطفال الشوارع في مجتمع مهمل واسرة اكثر اهمالا

بسم الله الرحمن الرحيم

في البداية أقصد من عبارة ( أطفال الشوارع ) في هذا الموضوع تحديدا هو تزايد
عدد الأطفال الذين يمكثون في الشوارع لمدة طويلة تصل في أحايين كثيرة إلى
أوقات متأخرة من الليل مما يؤثر بشكل كبير على سلوكياتهم مما يجعلهم عرضة
للكثير من الأمور التي تفسد الأخلاق في ظل غياب كامل من جميع الأطراف التي
من شأنها العمل على تهيئة الجو المناسب لهم للتربية الصالحة وتفجير طاقاتهم
بما يفيدهم ومنها الأسرة والمدرسة والدولة .
ولكي نتعاون جميعا في حل هذه المعضلة الحقيقية التي نواجهها بشكل يومي
والتي جعلت هؤلاء الأطفال يتحولون بين يوم وليلة إلى أفراد عدوانيين بصورة
سريعة ودون سابق إنذار لابد من تحديد الأسباب الحقيقة التي جعلتهم يختارون
الشارع بصفة يومية وبشكل مستمر ولأوقات طويلة يكتسبون من خلاله عادات
سيئة وألتقاط ألفاظ بذيئة تتحول بعد أيام قلائل إلى أفعال مشينة.
أسباب حب الأطفال للشارع من وجهة نظري( بصفة عامة )
•غياب دور الأسرة والتي تجد في خروج الطفل إلى الشارع فرصة ذهبية لالتقاط
الأنفاس من جراء نشاطه الزائد داخل البيت لأنه خروجه يمثل لهم راحة نفسية لا تقدر بثمن
•المدرسة تتعامل مع الطفل وكأنه رجل كبير ولذلك لابد من حبس حريته وتحجيم نشاطه
والعمل على كبته لأنه مزعج ويتصرف تصرفات تثير الفوضى داخل المدرسة ولذلك يجب
مراقبته ومعاقبته بأشد العقوبات والتي في نظرهم هي الحل المناسب للتعامل معه.
•الدولة والممثلة بالبلديات فشغلها الشاغل العمل على تكثيف زراعة المسطحات
في مداخل المدينة ومخارجها فقط أما داخل الأحياء فالأمر مستحيل التنفيذ على
الرغم من وجود حدائق قديمة مهجورة تفي بالغرض ولكن لا حياة لمن تنادي وفي
منطقتنا تحديدا لا توجد متنفسات لهؤلاء الأطفال من مهرجانات موسمية أو أماكن
مناسبة لهم للنفيس عن أنفسهم وتفجير طاقاتهم بما يفيدهم ولذلك فالشارع هو
الملاذ الوحيد لهم.

الحل من وجهة نظري

*أن تقوم كل أسرة بما هو مطلوب منها تجاه أبنائها ومحاولة كسبهم وجعل البيت مكان
آمن لهم وليس مكان للتعذيب والترهيب والعنف والعمل على جعل يوم في الأسبوع
يكون للتنزه لو في البر مثلا والعمل على تقنين خروجهم للشارع وجعل الخروج في
أوقات معينة وفي ظل مراقبة ومحاسبة لهم.

* تقوم المدرسة من خلال حصص التربية البدنية من إشباع رغبات الأطفال بشكل
يومي والعمل على تكثيف الأنشطة المدرسية بصورة شبه يومية والعمل على
معاملة الطفل على انه طفل لا رجل عاقل بالغ وان حركاته طبيعة ولا تحتاج
للعقوبات القاسية التي تصدر بحقه والعمل على جعل المدارس في فترة العصر
مشرعة الأبواب من خلال زيادة النوادي المدرسية بصورة كبيرة مهما كانت
التكلفة المالية مرتفعة فالحرص على هؤلاء الأطفال ومستواهم الخلقي والدراسي
أهم بكثير من أمور ثانوية تصرف من خلالها الملايين دون وجود نتائج ملموسة تذكر .
*على البلديات العمل على جعل الحدائق المهجورة مكانا مناسبا لمزاولة الرياضية

•تخصيص أماكن مناسبة داخل الأحياء لعمل نادي للحي يكون وسيلة مناسبة لعمل
أنشطة رياضية وثقافية تعود عليهم بالنفع والفائدة لهم ولأسرهم ولوطنهم.

» اكثر احراز للنقاط اكثر تسجيلا للاهداف " ريال مدريد 2009 "
» مقارنة بين اسرة الامس واسرة اليوم بالبلد المغربي