الحمدلله وحده والصلاة والسلام على اشرف المرسلين
وبعد
اخوتي مشرفي ،اعضاء وزوار منتدى مجتمع اليوم
غش الامتحانات ...عندما تصبح القيم قابلة للمساومة
كلما اقتربت فترة الامتحانات من كل سنة تجد طبقة من التلاميد تعقد اجتماعات مرطونية من اجل النظر فيما جد من طرق ومهارات جديدة في عالم الغش ، مما يساهم في رواج تجارة بيع مايسمى بالحروز او البرشامات وهي شريط من الورق يمكن طيه لمئات المرات ويحتوي على مقرر باكمله.انها فعلا ارضية خصبة لانتاج غشاشي ومدلسي ومجرمي المستقبل، فمادا ننتظر من تلميد بارع في الغش والخداع مستقبلا ، الا ان يصبح زعيم عصابة.
تعتبر ظاهرة الغش المدرسي كاي ظاهرة غش اخرى ، افراز لواقع اجتماعي يتنافس فيه الافراد بوسائل غير متكافئة سواء كانت مشروعة اوغير مشروعة ، وهي ظاهرة ليست معزولة عن الواقع المجتمعي العام الدي يتميز بحدوث خلل في سلم القيم الاخلاقية و الاجتماعية ، حيث تتباعد المسافة بين طموحات الافراد وبين امكانياتهم في تحقيق هده الطموحات.
ونتيجة لشيوع معايير الفئات المهيمنة اجتماعيا واقتصاديا ، فان الخطاب السائد في المجتمع ، من خلال وسائل الاعلام ، والاعراف والتقاليد يروم تحقيق النجاح ، وهكدا اصبحت كل الوسائل الممكنة ، مشروعة او غير مشروعة ، قابلة لان يستخدمها الفرد قصد تحقيق النجاح.
اي ان المجتمع عندما لايؤكد على الاهداف وعلى وسائل تحقيق هده الاهداف بنفس الحرص ، وعندما يتساهل في الوسائل ولا يرى مانعا من اللجوء الى الوسائل غير المشروعة في تحقيق اهداف مشروعة ..عند دلك ستسود مقولة { الغاية تبرر الوسيلة}.
ونتيجة لاخلال سلم القيم الاجتماعية في مجتمع كهدا ، تصبح كل القيم قابلة للمساومة وتخضع لمبدا العرض والطلب ،وتصبح المصلحة العامة مهددة بتجاوزها في سبيل تحقيق المصالح الفردية ، وفي نفس الوقت يضعف استنكار هدا التجاوز كما لو كان حدوثه امرا طبيعيا.
وفي مثل هدا الوضع لا نفاجأ ادا انتشرت الظواهر السلبية مثل الرشوة والمحسوبية والزبونية واستغلال النفود... وغيرها من الظواهر السلبية التي تنخر جسد مجتمعنا وتعيق تقدمه وازدهاره.
ومن كل ماتقدم فان معاناة ابنائنا مع الامتحانات تشكل افرازا لواقع تتحمل الاسرة و المدرسة والمجتمع ككل مسؤوليته ، وان النظر لهده المعاناة كما لو كان معاناة فردية محدودة وانية ، يفقدها معناها الحقيقي ويبعدنا عن فهمها وتفسيرها بكل موضوعية.
ويبقى الحل طبعا في التربية الحسنة والمراقبة المستمرة لابنائنا وتشجيعهم على الاجتهاد و كسب العلم ، مع الابتعاد طبعا عن الضغط من خلال ترهيبهم بتداعيات الفشل او الرسوب في الامتحان ، مما يولد عنده عقدة تجعله يبحث عن جميع الوسائل المشروعة او غير المشروعة لتحقيق دلك ، وهدا طبعا ما سيجعله عرضة للمساومة على قيمه واخلاقه في المستقبل.
والسؤال المطروح
مالسبيل لاقبار هده الظاهرة في مهدها ؟