zizou مشرف العام
عدد الرسائل : 310 نقاط : 538 تاريخ التسجيل : 15/02/2009
| موضوع: أهمية علم الفلك الإثنين 16 مارس - 12:18 | |
| لا بد أن نضع في الاعتبار تشجيع الدين الإسلامي على النظر في الكون، وارتباط الموضوعات الفلكية بفروض الدين الإسلامي، إضافة إلى ذلك اتجاه المسلمين إلى الكعبة يتطلب أن يعرفوا جهة القبلة؛ وهذا يعد داخلا في علم الهيئة الكروي. وهناك أيضا موعد الصيام ومعرفة ظهور هلال رمضان، وغير ذلك من أحكام الشريعة الإسلامية. لقد كان العرب بحاجة إلى معرفة الكواكب، ومواقع طلوعها وغروبها إذ أنهم يهتدون برؤية الكواكب في سيرهم، وفي قوافلهم التجارية، وفي سير جيوشهم، إنهم كانوا يدركون أنه لولا معرفتهم بأحوال الكواكب لما تمكنت قوافلهم التجارية من أن تشق طريقها في الصحراء. ونحن نجد في القرآن الكريم أكثر من إشارة إلى ذلك منها قول الله تعالى: {والسماء ذات البروج} وقوله تعالى: {ولقد جعلنا في السماء بروجا وزيناها للناظرين}. وقوله تعالى: {هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب}. ويمكن القول بأننا نجد صلة بين الأحكام الشرعية من جهة والمسائل الفلكية من جهة أخرى. وهذه الصلة قد شجعت المسلمين على الاهتمام الفائق بمعرفة الأمور المتعلقة بالسماء والكواكب، بل إننا إذا كنا نجد في أسباب مدح الاشتغال بالطب، حاجة الناس إلى علم الطب، فإننا نجد أيضا أن أصحاب العلوم الدينية قد ذهبوا إلى مدح علم النجوم والاشتغال به لحاجة الناس إليه. وقد أشار الغزالي إلى هذا الجانب حين عرض لموقف أناس يظنون أن الدين ينبغي أن يؤيد بإنكار كل علم منسوب إلى الرياضيين حتى أن هذا الفريق قد أنكر كل علومهم وادعى أن المشتغلين بالمسائل الفلكية يتصفون بالجهل وأن أقوالهم في الكسوف والخسوف تعد خاطئة، وعلى خلاف الشرع. إذ أن الغزالي يعارض موقف هذا الفريق حين يقول أنه ليس في الشرع تعرض لهذه العلوم بالنفي والإثبات ولا في هذه العلوم تعرض للأمور الدينية، ويذكر عن الرسول [ قوله أن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى ذكر الله تعالى وإلى الصلاة. ونستطيع في هذا المجال أن نبلور أبرز مجهودات العرب والمسلمين بالقول: بأن العرب قبل العصر العباسي قد عرفوا ولو بطريقة بدائية رصد الكواكب والنجوم وحركاتها والكسوف والخسوف بالنسبة للشمس والقمر، كما استطاعوا الربط بين حركات الأجرام السماوية من جهة وما يحدث في العالم من حيث الحظ والمستقبل والحرب والسلم والمطر من جهة أخرى. وهذا ما كانوا يسمونه علم التنجيم. أما تجاوز الطريقة البدائية إلى الطريقة العلمية الدقيقة إلى حد كبير فقد كان ذلك في العصر العباسي نظرا لانتشار حركة الترجمة، مثل ترجمة مؤلفات علماء الإغريق وغيرهم من الأمم كالسريان والفرس والهنود. وقد تمت هذه الترجمات في عهد بعض الخلفاء العباسيين، الذين اهتموا بترجمة الكتب في حركات النجوم والأفلاك.
| |
|