تلاميد الجاحظ
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجوا منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه
تلاميد الجاحظ
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجوا منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه
تلاميد الجاحظ
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تلاميد الجاحظ


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الدجاجة الشجاعـة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ouiame95

ouiame95


عدد الرسائل : 89
العمر : 28
المزاج : rigolol
نقاط : 125
تاريخ التسجيل : 28/02/2009

الدجاجة الشجاعـة Empty
مُساهمةموضوع: الدجاجة الشجاعـة   الدجاجة الشجاعـة Icon_minitimeالسبت 28 مارس - 11:27

في صباح يوم مشرق جميل، استيقظ الملك أسد من نومه مرتاحا سعيدا كعادته لكن قائد جيشه نمر، عكر مزاجه بخبر سيئ فأخبره أن أسودا جائعة متوحشة آتية إلينا من القارة الإفريقية السمراء، وأنها على مقربة من حدود غابتنا، فانشغل فكر الملك بهذا النبإ الخطير وأخذ يستعد لمواجهة الأمر، فدعى مستشاره فهد، وقائد جيشه نمر، وماهي إلا ثوان حتى كان المجلس مجتمعا، فوقف الملك أسد ثم قال : ماذا سأفعل الآن؟ أشيروا عليا برأي




وأجاب المستشار فهد، اعذرني يامولاي، فالحل المناسب في هذا الظرف هو الفرار والنجاة .وأنت يا نمر ماذا تقول: إني مع رأي مستشارنا فهد يا صاحب الجلالة، ونحن لسنا مهيئين للحرب والأفضل لنا ولعشيرتنا أن نخرج من الغابة مؤقتا حتى نستعد للهجوم والحرب ثم نعود .وقال الملك حسنا إن كان هذا رأيكم فأنا موافق، هيا بنا نخبر أمل الغابة، وقام الأعضاء وراءه مسرعين، وما هي إلا لحظات حتى وصل الملك وأمر بعض حراسه بأن ينتشروا في أرجاء الغابة ويديعوا النبأ .وأن يجتمعوا كلهم ليستمعوا لخطاب صاحب الجلالة، وما هي إلا بضع ثوان حتى اجتمع الأهالي كلهم فوقف الأسد ليقص عليهم ما سمع من أنباء العدو ثم زأر وقال: يا أهل الغابة الكرام باأحبائي، إني أثيت إليكم هذا الصباح، لأخبركم أن العدو يتربص بنا وعلى مقربة من غابتنا وفي طريقه إلينا لتقضي على الاخضر واليابس، ولهذا آمركم بالرحيل والنجاة بأرواحكم لأن نهايتنا ستكون على أيدي هؤلاء الأشرار.
يا أهلي وعشيرتي، لا تأخذكم رحمة بالممتلكات والخزائن، المهم النجاة بالأرواح والباقي لايهم، أسرعوا، أسرعوا، الوقت يداهمنا ونحن في خطر وأرجوا أن يبلغ الحاضر منكم الغائب. ولما سمعت الحيوانات الخطاب الملكي اشتدت دهشتهم وأصفرت وجوههم، خوفا من الآتي وحزنا على المجهول . وبدأوا يتساءلون فيما بينهم ويتشاورون، أين سنذهب ، أين ستكون وجهتنا؟ أين المفر؟وتعالت الأصوات واشتدت الحيرة وتجهمت الوجوه، واشتد الرعب في القلوب والبعض صدم من هول الخبر، ويتساءلون أين المفر؟ أين المفر...؟ وأين سيكون ملاذنا، ومع ذلك اتفق الكل على الرحيل والهروب من المكتوب، واستعدوا لإخلاء وطنهم، وبدأوا يحزمون أمتعتهم في خوف وقلق وهلع، وبدأ التضامن، الكل يساعد الآخر، في جمع أغراضه الضرورية فقط ، وفي ذلك الوقت أتى المستشار فهد، قائلا: أسرعوا، أسرعوا...الوقت يداهمنا والأعداء على مقربة منا . وأنتم تفكرون في جمع الأمتعة ونسيتم أن أرواحنا هي كنزنا، بالله عليكم، هل هذه الأغراض تساوي ثمن حياتكم ...؟ هيا ...هيا ... يا معشر الغابة، أهربوا... أهربوا...أنقدوا الأرواح فقط، تحركوا، تحركوا... هيا ... هيا ... الوقت بداهمنا، والملك أسد في انتظارنا وتعالى الصراخ والضجيج، وبدأت جماعات الحيوانات تتقاطر جماعة بعد جماعة، إلا دجاجة مسكينة أرملة لا حول لها ولا قوة تبحث عن صغارها، اللذان خرجا منذ الصباح ولم يكن لهما علم بالخبر، وقد ابتعدا عن الغابة ولم تعلم أين تجدهما، وبدأت المسكينة تبحث عن فراخها لتأخذهما معها فلم تعثر عليهما، وبدأت تبكي وتصيح يا فراخي .... يافراخي ..... أين أنتما يا فلدتي كبدي ... أين أنتما أجيباني، أجيباني ... لكن هيهات كيف سيسمعان النداء والغابة في فوضى وصراخ وضجيج، وبقيت المسكينة وحيدة تائهة متألمة لغياب كتاكيتها، والقافلة تسير وبعد برهة تفقد القائد جيشه فلاحظ غياب الدجاجة وفراخها. فأوقف المسيرة وقال : أين السيدة دجاجة لما لا أراها فالتفت الكل إلى الصف فلم يجدوها ، فصاحوا قائلين : إنها ليست هنا، أين المسكينة وفراخها ، ماذا حل بها؟ وقال القائد، هيا ليرجع واحد منكم إلى الغابة وليتأكد إن كانت ما تزال هناك فيأتي بها، وتقدم السيد أرنب وقال، أنا سأركض مسرعا وأرى سبب غيابها.
وأذن له القائد بالإنصراف، وبعد ثوان عاد أرنوب حزين، ومتألم، وقال: سيدي، إن السيدة دجاجة ترفض الرحيل، وقال القائد وما السبب ...؟
أجاب أرنوب : لأن فراخها تائهين وهي تبحث عنهما، وتخبركم سيدي عن أسفها، لعدم إلتحاقها بالقافلة، وتتمنى لكم السلامة والنجاة . وتقول أيضا يا سيدي فهد ، أنها لن ترضى أن ترحل عن ديارها وتستسلم لتلك الأسود المستعمرة بأن تخرجها من غابتها وتشرد فراخها، وأنها على استعداد أن تضحي بنفسها وفراخها في سبيل وطنها الغالي، ولهذا تطلب منكم أن تسرعوا في الرحيل ولا تهتموا لأمرها وتدعوها تبحث عن صغارها وتبقى في عشها تنتظر مصيرها. وتقول أيضا، الرب واحد والموت واحد وبعدما سمع القائد النمر هذا الكلام، أصر على العودة والتضامن مع سيدة دجاجة في محنتها، والبحث معها عن صغارها، واقترب القائد من الملك وهمس له في أذنه، ولما سمع الملك الحكاية خطب قائلا: هل يحب أحدكم أن ينجو بنفسه وأخوه أو صديقه في خطر ... ! فأجابوا قائلين: لا والله يا صاحب الجلالة ما هذه أخلاقنا من منا في حاجة إلى المساعدة، وسنفديه بأرواحنا، فقال لهم الملك: صديقتنا السيدة دجاجة في محنة، ما بها يا سيدي ...؟ قال إن صغارها تائهين، وهي تبحث عنهم وترفض الرحيل .
فقاموا مقام شخص واحد، هيا بنا نساعد المسكينة، ونبحث معها عن صغارها، وولوا راجعين إلى الغابة فوجدوا المسكينة مازالت تبحث هنا وهناك، تنادي تارة، وتبكي تارة أخرى، والكل تعاطف مع هذه الأم الشجاعة، وبدأ الكل يبحث عن الكتاكيت وبعدما فشلوا في إيجادهم، أتى الملك مسرعا غاضبا قائلا : ماذا بكم، ألم تعثروا عليهما بعد، إذا هيا هيا أسرعوا، وبدأوا من جديد يكونون قافلة ثانية هيا يا سيدة دجاجة معنا فكتاكيتك ما تزال تائهة، إنقذي حياتك أنت أولا، والله سيعوضك عنهما خيرا، وسنعتبرهم شهداء هذه الغابة، وقالت شكرا لك يا صاحب الجلالة على اهتمامك ومواساتك لي في محنتي هذه، وصنيعك هذا لن أنساه ما حييت، لكنني والله والله ، لن أرحل عن بلادي حتى لو كان صغاري في حضني الآن لن أستسلم ولن أهرب كالجبانة وأنا على حق وفي وطني لمجرد أن أسودا غدارة مستعمرة آتية لقتالنا، والموت أهون علي من الهروب لمجرد الخوف، سيدي أنا آسفة، فأنا أفضل أن أكون ميتة في موطني على أن أعيش حياة ذليلة دخيلة على بلاد غيري، ولما سمع الملك أسد، كلام الدجاجة الضعيفة إقتنع برأيها ،واحتقر نفسه ومقتها. وقال: أنا الآمر الناهي أخاف الموت...! وأهاب أسودا مثلي ...؟ يا ويلي... يا ويلي .... أنا الأسد أهاب المواجهة ... وأنا يا حسرتاه الحامي ... يا ويحي ... يئس الملك، أنا ....بئس الحامي أنا .. دجاجة أحسن مني وأنا الراعي المسؤول، يا ويحي بئس الزعيم، أنا بئس الحامي أنا ... وتألم السيد فيل أيضا من كلام الدجاجة وشجاعتها، وحز في نفسه كلامها، واستفسر نفسه ومقتها وقال: يا ويلي أنا الضخم القوي جبان هارب ومن الأوائل ...! كمجرم ارتكب جرما شنيها،ويسرع في الفرار ، يا ويلي ... ياويلي .... دجاجة ضعيفة أقوى مني، ولا تهاب الموت وأنا الضخم أرتجف كحمامة مكسورة الجناحين، وسخر القائد النمر من نفسه أيضا وقال: أنا لا أستحق أن أكون قائد الجيش، بل مكاني هو أن أكون قائد الضفادع . أي قائد أنا ...؟ أي قائد أنا ...؟ فأنا مجرد جبان حقير بائس، لا يصلح حتى لقيادة نفسه، أنا لاشئ، أنا حتالة. وقال المستشار، وماذا أكون أنا برأيك يا نمر...؟ وأنا من اقترح الهروب والإستسلام. بالله عليك يا قائد.. هل أنا أهل الإستشارة ؟ وهل يمكن الإعتماد علي، وأصلح أن أكون مستشارا؟ .
لا..لا..لا.. أنا مجرد معتوه جبان، ندل حقير يتهرب من المواجهة.
وبينما الكل يؤنب نفسه، إذا بالأعداء وسط الغابة تهاجم، وتقاتل بكل عنف، وغدر، لكن أهل غابتنا بدورهم، ردوا عليهم فقاتلوهم بوحشية، وبفراسة وشجاعة دافعوا عن مملكاتهم ووطنهم بكل قوة وغضب، وأصبحوا شرسين مقاتلين جبابرة ، تراهم كأبطال شجعان، وتحسبهم جنودا في جيش جرار، ولكنهم كانوا مهيأين نفسيا من قبل، وقلوبهم قد امتلأت بالغضب، وينتظرون قدومهم على أحر من الجمر، ليلقنوهم درسا لن بنسوه أبدا .ليطفؤوا نيران الغيرة التي اشتعلت في صدورهم على غابتهم، ووطنهم ليسترجعوا اعتبارهم وكرامتهم، ليتبثوا لأنفسهم، والسيدة دجاجة، أنهم ليسوا أقل منها شجاعة. ولهذه الأسباب كلها إزداد حماسهم وارتفعت معنوياتهم ، فساروا يقاتلون بكل بسالة ، فقتلوا البعض ، وأسروا البعض وهذا كله بفضل السيدة دجاجة.
وفي هذه الأثناء عاد الفراخ إلى عشهم كالمعتاد.
وهم لا بعلمون شيئا عن الحرب التي قامت في غابتهم، ووجدوا الأم في انتظارهم ، وأهل الغابة فرحين سعداء بقدومهم .
فاستغرب الصغار لهذا الإستقبال الغير المعهود ، فاندهشوا ، فسألوا والدتهم ماذا يحدث يا أمي : فقصت عليهم الحادث واستغربا للأمر وسألاها ، أهذا كله حدث في الزمن القصير الذي خرجنا فيه للعب ...؟ وأنت وحدك يا أمي فعلتي كل هذا، واستطعت بشجاعتك، وحبك لنا، أن تمنعي الأهالي من الهروب والبقاء في الغابة وحدك للتصدي للأعداء، صحيح يا أمي إن الشجاعة لا تكمن في القوة... وأجابهما الملك معكما حق يا صغار ... فالشجاعة لا تكمن في القوة، وأمر الملك للدجاجة بجائزة، ووضع على صدرها وسام، بدرجة قائد، وطلب منها أن تكون مستشارته، وأمينة سره .
فوافقت البطلة دجاجة على منصبها الجديد وأقاموا لها تكريما، وسميت الغابة على اسمها .
واجتمع الشمل ثانية واتحدوا، وأصبحوا يدا واحدة، وعاش الكل في سلام ووئام. وهبي ........
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الدجاجة الشجاعـة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
تلاميد الجاحظ :: أدب وشعر :: القصص القصيرة-
انتقل الى: